اصبحت الصداقه والاخوه في هذا الزمن عمله نادره في ظل انتشار
الانتهازييه والغدر واصحاب المصالح
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم
من يخالل ”
أضحت الصداقة والأخوة في هذا الزمان عملة نادرة ، في ظل انتشار الانتهازية والغدر
وأصحاب المصالح ، وإذا نظرنا إلى الأزمنة الماضية فقد كانت روابط الصداقة متينة ،
يملؤها الوفاء والإخاء ، لذا نجد الأدباء والشعراء يتغنون بالصديق الوفي والمخلص ،
ويرثونه ببالغ الدمع والأسى إذا اختطفته يد المنون .
شعر عن الصداقة ( 1 )
قال الإمام علي – رضي الله عنه – :
كن ما استطعت عن الأنام بمعزل * إن الكثير من الورى لا يصحبُ
واجعل جليسك سيدا تحظى به * حَبر لبيب عاقل متأدبُ
قال ابن خالويه :
إذا ما كنت متخذا خليلا * فلا تثقن بكل أخي إخاء
فإن خيرت بينهم فألصق * بأهل العقل منهم والحياء
قال حسان بن ثابت – رضي الله عنه – :
أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ * وَلكنْ في البَلاءِ هُمُ قَلِيل
فلا يغرركَ خلة من تؤاخي * فما لك عندَ نائبَة خليل
وكُلُّ أخٍ يقول : أنا وَفيٌّ * ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُول
سوى خل لهُ حسب ودين * فذاكَ لما يقولُ هو الفعول
قال أبو الفتح البستي :
نصحتُكَ لا تصحَبْ سِوى كُلِّ فاضِل * خَليقِ السّجايا بالتَّعفُّف والظَّرفِ
ولا تَعتمِدْ غيرَ الكِرامِ فواحِدٌ * منَ النّاسِ إنْ حصَّلْتَ خَيرٌ منَ الألفِ
وأشفِقْ على هَذا الزَّمانِ ومرِّه * فإنَّ زمانَ المَرءِ أضلَعُ من خَلْفِ
قال المتنبي :
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ * وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ
وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ * متى أجزِهِ حِلْما على الجَهْلِ يَندَمِ
وقال أيضا :
شر البلاد بلاد لا صديق بها * وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
قال أسامة بن منقذ :
عش واحدا أو فالتمس لك صاحبا * في محتدى ورع وطيب نجار
واحذر مصاحبة السفيه فشر ما * جلب الندامة صحبة الأشرار
والناس كالأشجار هذي يجتنى * منها الثمار وذي وقود النار
قال جميل صدقي :
عاشر أناسا بالذكاء تميزوا * واختر صديقك من ذوي الأخلاق
شعر عن الصداقة ( 2 )
قال سليم الخوري :
لا شيء في الدنيا أحب لناظري * من منظر الخلان والأصحاب
وألذ موسيقى تسر مسامعي * صوت البشير بعودة الأحباب
قال أحدهم :
وإذا صاحبت فاصحب ماجدا * ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشيء لا إن قلت : لا * وإذا قلت : نعم قال : نعم
قال عدي بن زيد :
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم * ولا تصحب الأردى مع الردي
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي
قال ابن الرومي :
عدوك من صديقك مستفاد * فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ * يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدوا * مُبينا ، والأمورُ إلى انقلابِ
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ * مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُرويات * وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ
قال الإمام الشافعي :
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفا * فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ * ويلقاهُ من بعدِ المودَّة بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا * صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
ونختم بروائع لأبي تمام في الصداقة والأخوة :
يقول في فراق الأصدقاء :
في فرقة الأحباب شغل شاغل * والثُّكل صرفا فرقة الإخوان
ويقول في طلب الصديق :
من لي بإنسان إذا أغضبته * وجهلت ، كان الحلم رد جوابه
واذا طربت إلى المدام شربت من * أخلاقه ، وسكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه * وبقلبه ، ولعله أدرى به
اقرأ أيضا : أبيات شعر عن الأخلاق : كلمات رائعة تشع فضلا وأدبا وحسن خلق
شعر عن الصداقة ( 3 )
ويقول ( أبو تمام ) في وداع صديق :
هيَ فُرْقَة من صَاحبٍ لكَ ماجِدِ * فغدا إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه * فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ * دَمْعا ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي * سما وخمرا في الزلالِ الباردِ
لاتَبْعَدَنْ أَبَدا ولا تَبْعُدْ فما * أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا * نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا * عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا * أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
ويقول في الحنين إلى صديقين :
طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة * وقد غابَ عني أَحمدُ ومُحَمَّدُ!
جَزَى اللّهُ أَيَّامَ الفِرَاقِ مَلامَة * كما ليسَ يَوْمٌ في التَّفَرُّق يُحْمَدُ
إِذَا ما انقَضَى يومٌ بِشَوْقٍ مُبَرحٍ * أتى باشتياقٍ فادحٍ بعدهُ غدُ
فلم يبق مني طولُ شوقي إليهم * سوى حسراتٍ في الحشا تترددُ
خليليَّ ما أرتعتُ طرفي ببهجة * وما انبسَطتْ مني إِلى لذَّة يَدُ
و لا استحدثت نفسي خليلا مجددا * فيُذْهِلُنِي عنه الخَليلُ المُجَدَّدُ
و لا حلتُ عن عهدي الذي قد عهدتما * فدوما على العهدِ الذي كنتُ أعهدُ
فإنْ تَخْتلُوا دُوني بِأُنْسٍ ولَذَّة * فإِني بِطُولِ البَث والشَّوْقِ مُفْرَدُ
ويقول في رثاء صديق :
وقلتُ أخي ، قالوا أخٌ ذو قرابة ؟ * فقلتُ ولكنَّ الشُّكولَ أقارِبُ
نسيبي في عزمٍ ورأي ومذهب * وإنْ باعدتْنا في الأصولِ المناسبُ
كأَنْ لَمْ يَقُلْ يَوْما كأَنَّ فَتَنْثَنِي * إلى قولِهِ الأسماعُ وهي رواغبُ
ولم يصدعِ النادي بلفظة فيصل * سِنَانَيّة في صَفْحَتَيْها التَّجارِبُ
ولَمْ أَتَسقَّطْ رَيْبَ دَهْرِي بِرَأيِهِ * فَلَمْ يَجتِمعْ لي رأيُهُ والنَّوائِبُ
مضى صاحبي واستخلفَ البثَّ والأسى * عليّ فلا من ذا وهذاك صاحب
عبجتُ لصبري بعده وهوَ ميت * وقد كنت أبكيه دما وهو غائِبُ
على أنَّها الأيامُ قد صرنَ كلَّها * عجائبَ حتى ليسَ فيها عجائبُ !
ابيات شعر عن
, من اجمل ابيات الشعر عن الحب والصداقه
بيت شعر عن
- أشعار قرينه
- أشعار قرينه عن الحب